“الخيال متعة الهارب”سامح ادور سعدالله

“الخيال متعة الهارب”سامح ادور سعدالله- مصر
يعيش الكثير منا الخيال للهروب من الواقع . الواقع الصعب الذي يعيشه الإنسان و الذى لا يستطيع تحقيق الكثير من آماله و أحلامه , لذلك يهرب إلى الخيال و يسميه علماء علماء النفس أحلام اليقظة و يصنف تحت الحيل الدفاعية غير المباشرة . و يعيشها الإنسان هذه الحيل في محاولة منه للتوافق النفسي مع الواقع الذى يعيش فيه .
و يعيش الانسان الخيال ليهرب إلى عالماً مثالي , يختاره الحالم بنفسه , و يختار ويحدد أبطاله بنفسه و يكون هو البطل الأوحد و يجعل العالم و المشهد الذي يعيشه تحت سيطرته الكاملة , و يغير هذا و يحيى هذا و يميت ذاك دون عناء دون مرارة كل شىء مباح له فى عالمه الخاص .
فيها يكون فارساً مغوار يهزم جيوش الارض بقبضة يده او ضحية للعالم القياس و البشرية كله تقسو عليه او شهيدا مات لأجل البشرية جمعاء و الباقى ماهم ^إمتفرجين على بطولاته .هو يصنع الأحداث و يهيئ الظروف التى تصنع المشهد. يصنع مشاهد نادرة الحدوث في الواقع
و لكن يحبه الإنسان للهروب من الواقع و الالم النفسى الواقع عليه من العالم المادي الصعب . ويعتبر علماء النفس انه حيل دفاعية مباشرة للتوافق النفسي لا خطورة منها على الانسان و لكن التمادى فيه يعتبر واقع مرض مزمن قد تؤدي إلى أمراض نفسية خطيرة حين يكره الإنسان أن يعيش فى الواقع المادي الملموس الذي لا يمكن الحياة بدونه . و هنا يجب استشارة الطبيب النفسى .
حتى لا تتحول إلى هلاوس مرضية مرئية وسمعية.
ولكن ما أجمل الخيال الذى يعيشه الانسان و لكن فى حدود المنطق والعقل لحظات او دقائق يحلم فيه الانسان بأوقات سعيد يطرب و يستلذ ببعض الأوقات أثناء الفسح والرحلات للنسيان الجروح و و لكن هذه الحيل هي مسكن مؤقت للجروح و مآسي الحياة لا علاج شافي تماماً .